Tuesday, November 2, 2010

حتى يتحقق سلام في أرض الأنبياء د. علياء رافع


فلسطين ليست مجرد أرض عربية، ولكنها أرض يحمل ترابها عبق التاريخ، ويشرف بأقدام الأنبياء الذين عاشوا عليها، ولذا فإن إنهاء الصراع على هذه الأرض يشكل أملا لكل المؤمنين بالأديان السماوية ليس في العالم العربي وحده، ولكن في العالم أجمع. بل إن هناك من اليهود الذين يعيشون داخل إسرائيل وخارجها من يحلم بأن ينتهي هذا الصراع، وأن ينتشر السلام بين الجميع، سلام قائم على إحترام حقوق الفلسطينين واليهود من الإسرائيليين. هذا ما أكده خطاب إلكتروني تلقتيته من صديقتي الأمريكية د. شارون ميهارس، مرسل إليها من سيدة يهودية من الناشطات في حركة "الصوت اليهودي من أجل السلام". ولقد قمت بترجمة هذا الخطاب، وأدرجته في هذا المقال، وفيه تلخص  هذه السيدة رؤية هذه الحركة، ولقد لفت نظري أن هذه الرؤية تكاد تكون متطابقة مع الأصوات العربية المعتدلة في رسم حل سلمي تفاوضي من أجل إنهاء الصراع،
وتجيء أهمية هذه الرسالة في أنها تدعم الرؤية التي تبنيتها والتي تقوم على أهمية إختراق المشكلة على مستوى غير ذلك المستوى الذي تواجدت فيه، إي بالتفكير في حل لا يتمركز حول "القضاء على الدولة الصهيونية"، ولكن يتجه نحو كيفية القضاء على الفكر الصهيوني داخل وخارج دولة إسرائيل. وبالطبع لن يكون الحوار الفكري أو الفلسفي هو الأداة الوحيدة لتحقيق هذا الهدف، ولكن أتصور أن نزع التبريرات الواهية التي ترتكز عليها إسرائيل في ممارسة سياساتها العنصرية يصبح هو الهدف، وبالتالي يمكن وضع المواطن الإسرائيلي المخدوع بعقدة الإضطهاد اليهودية في شك من الأسس الفكرية التي تبرر لإٍسرائيل أعتداءها المتكرر على شعب مغلوب على أمره، وكذلك يشجع الأقلام والمنظمات اليهودية خارج إسرائيل أن تعيد النظر في تلك المسلمات المطلقة التي تضع إسرائيل في كفة والعالم أجمع في كفة أخرى،، متصورة أنه بدون بناء دولة قوية لن يتحقق لليهود الأمن والسلام، ومن ناحية ثالثة فإن كسر مبررات العدوان يمكن أن يستقطب إتجاه رأي عام عالمي شعبي يؤيد حق الفلسطينين في دولة آمنة وأرض يعيشون عليها في سلام، وتعاد صياغة السياسات الدولية المتعلقة بهذه القضية.  
ومن الجدير بالذكر أن أضيف هنا أن هذه الرؤية  قد وجهتني إلى الموافقة على الإشتراك في كتاب يجمعني مع صديقتي د. شارون ميهاريس ويهودية من إسرائيل وأخرى من الولايات المتحدة. وأرجو أن تظهر ترجمة هذا الكتاب قريبا.  حاولنا – نحن المؤلفين -   أن نبعث رسالة إلى العالم  مفاداها أن السلام العادل يقوم على الإعتراف المتساوي لحقوق الإنسان، وندعو أن يتنبه العالم إلى مغبة الصراع والحروب التي ستؤدي في النهاية إلى تدمير هذا الكوكب، وتدمير أنفسنا. لقد حاولنا أن نبعث هذه الرسالة من خلال دراسة في التفكير الديني شرقا وغربا، والإسهامات الإنثروبولوجية والنفسية في دراسة الإنسان، لنصل لنتيجة مؤداها أن الإستعلاء والشعور بالأفضلية، يؤدي إلى العنصرية ومن ثم عدم الإعتراف المتساوي للحقوق بين الشعوب، وبدا واضحا أن هذه هي المشكلة الحقيقية التي تقف وراء إضطهاد اليهود للفلسطينيين، وإستهتارهم بحقوقهم الإنسانية التي أقرها القانون الدولي، وكل مواثيق وإعلانات حقوق الإنسان. ويتفق معي في هذه الرؤية يهود داخل وخارج إسرائيل. وهذا الخطاب المترجم في هذا المقال مثال يجب أن نتفاعل معه ونشجعه:  تبدأ الناشطة اليهودية رسالتها كالتالي:
"كان لسفر أسرتي إلى الولايات المتحدة الأمريكية قبل بدء  الحرب العالمية الثاينة أثره في بقائنا أحياء، في الوقت الذي شهدنا فيه قتل أهلنا الأقربين في المحرقة "الهولوكست".  وسبب هذا حزنا عميفا لأجدادي الذين حولوا حزنهم إلى محاولة لتأسيس دولة، كان أملهم أن تحقق الأمن لليهود،  وبفضل هذه القصة أأردت أن أوجد عالما يرفض أن يظل صامتا في مواجهة أي نوع من الإضطهاد. ووهبت نفسى مثل الكثيرين للقيام بكل ما يمكن القيام به حتي أدفع الخطوات قدما نحو قيام سلام عادل للإسرائيليين والفلسطينيين، وأن أعترف أن كل الشعوب على درجة واحدة من الإنسانية المتساوية.  وإذا بي  ألاقي وغيري ممن ينتمون إلى "صوت اليهود من أجل السلام" أن منظمة مقاومة التشهير Anti –Defamation League وضعتنا في قائمة المنظمات العشرفي الولايات المتحدة المعادين لإسرائيل، وحكمت علينا أننا لسنا يهوديين بالمعنى الكامل للكلمة. ولهذه المنظمة أقول، أنكم لا تتحدثون نيابة عني، أو عن أسرتي، أو عن مجتمعي. ولكل من يدعم عمل  "الصوت اليهودي من أجل السلام" أقول إنه أمر جوهري أن نعتقد في القيم العالمية للحياة الإنسانية، وليس في هذا أي مجال للمناقشة. وعملنا من أجل حقوق الإنسان يقوم على أساس رؤية تحقيقها لكل الناس. "
وتستمر الكاتبة لتدرج الأمور الجوهرية بالنسبة لصوت اليهود من أجل السلام: 

No comments:

Post a Comment